وثنوا على وشي الخدود صيانة ... وشي البرود بمسجف وممهد
والقسم الأول من هذه الأقسام، وهو التجنيس المجازي، أكثر أصناف الجناس ورودًا في شعر أبي تمام. ومرجع هذا عندي هو حرضه على الزخرفة المعنوية. فقد كان الرجل دليلا وداعية من دعاة هذا الروح الهندسي العباسي، ولم يكن حرصه على أن يظهر هذا الروح في اللفظ، بأقل من حرصه على أن يظهر في المعنى. ولا تكاد تجد بيت شعر له، إن خلا من التصنيع في الألفاظ، يخلو من التصنيع في المعاني. وهاك دليلا على ذلك -وإنما نورده على سبيل التمثيل لا الحصر والاستقصاء- هذه الأبيات