للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن أمثلة جناسات المعري التي عمد فيها إلى مجرد الإطراب، قوله (١):

تلاق تفري عن فراق تذمه ... مآق وتكسير الصحائح في الجمع

والشاهد في "تفري، وفراق". وحسن تخلصه من تاء تفرى وفائها ورائها، إلى فاء فراق ورائها، ليجعلها مسجوعة مع تلاق، ولا يخفى على القارئ طنة ألفات المد في هذا البيت.

ومن ذلك قوله (٢):

فذكرني بدر السماوة بادنا ... شفا لاح من بدر السماءة بال

والشاهد في قوله: "بدر، وبادن، وبال" وما في هذا من رنة الباء والدال والباء والألف.

وقوله:

يلوذ بأقطار الزجاجة بعدما ... هريقت لما أهديت في الكشر أمثال

والشاهد في قوله "هريقت، وأهديت" وقد كان لو شاء قال: أريقت، ولكنه طلب المجانسة.

وأمثال هذا في الشعر المعري البغدادي، نحو قصيدتيه اللاميتين:

طربن للمع البارق المتعالي

و: مغاني اللوي من شخصك اليوم أطلال

كثير. وأكثر منه أمثلة الجناس المتشابه بأنواعه المتخلفة، مثل:

أأبغي لها شراّ ولم أر مثلها ... سفائن ليل أو سفائر آل

والشاهد في "سفائن، وسفائر".


(١) من سقطيته: نبي من الغربان ليس على شرع.
(٢) من لاميته: طر بن لضوء البارق المتعالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>