والدرعاء: هي الليلة التي نصفها مقمر، والفقعاء: نبات تشبه به الدروع. ومكان السجع واضح (هذا والقفعاء بتقديم القاف على الفاء هي الصواب).
لاقي بها طالوات في حربه ... جالوت صدر الزمن الأقدم
كانت لقابوس بني منذر ... إرث الملوك الشوس من جرهم
وأخذ بعد في مدح درعهن ونسبتها إلى القدم والمتانة، بأن نسبها إلى طالوت وداود والأزمنة القدمية. ولا يخفى أن المعري كان يقصد بهذا الوصف الرمز إلى قوة درعه المعنوية التي اندس فيها من سهام الدهر والناس. والقارئ لن يخفى عليه محل التكرار الحرفي والملائمة بين الألفات وحروف الإشباع مثلا قوله:"قابوس والشوس ومنذر وجرهم":
شج عليها قينها أن ترى ... مجهولة الصانع لم توسم
فلاح للناظر من سردها ... آثار داود ولم يظلم
لا تنتمي كبرا إلى سابر ... لكن إليها سابر ينتمي
وهي إذا الموت بدا معلما ... نعم دثار الفارس المعلم
وهنا اعتماد الشاعر على التكرار كما ترى ثم انتقل إلى التجنيس:
لم تخضم البيض لها حلقةٍ ... يسيرة الصنع ولم تقضم
تردها اسغب من جذوة ... وغن غدت آكل من خضم
أردانها أمن غداة الوغى ... للكف والساعد والمعصم
لو أنها كانت على عصمةٍ ... في الوقبى لم يدع بالأجذم
ولاحظ هنا تمهله للتجنيس المتشابه بحيث رضي أن يقرن بين بيتين بيتين، ولا يورد الجناس كله في بيت واحد كما كان يفعله في قصائده البغدادية، والرسائل المنظومة، وهذا النوع من التجنيس يقع السمع خفيا، وكأنه غير مقصود انظر إلى