للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودال "صاديا، وغدير، والديمة"، والميمات المنتظمة لشطري البيت.

قضاء تحت اللمس قضاءة ... غير قضاء السيف واللهذم

كبردة الأيم العروس ابتغى ... بها جلاء الحية الأيم

قد درمت من كبر أختها ... وعمرت عصرًا ولم تدرم

وهنا لا يخلو بيت من جناس يخلطه بنوع من تظرف ونادرة فالدرع القضاء:

هي الخشنة والقضاءة: هي الفعالة من القضاء وهي تقين والسيف واللهذم يخرقان ويعتديان ثم شبهها بجلد الحية على عادة العرب، فجعلها بردًا على أيم عروس أي ثعبان عروس، ينبغي جلوة ثعبانة أيم لا زوج لها. ولا يخفى أن المعري هنا لا يخلو من سخرية خفية لطيفة بمذهب العرب في هذا التشبيه ثم رجع إلى صفة الدرع، فزعم أنها ملساء سالمة النواحي لم تدرم: أي تتفلل أسنانها، كما درمت أخواتها. وبعد هذه الجناسات السائغة المأتى، من حيث انسجامها التام مع ما سبقها، وتوافقها (بخلاف جناساته المفتعلة في الرسائل المنظومة) عدل الشاعر عن التجنيس المتشابه، إلى الترصيع، فقال:

كسابياء السقب أو سافيا ... ء الثغب في يوم صبا مرهم

ولا يخفى مكان الألفات، وتعمد الشاعر للتقريب بين مخارج الحروف في قوله:

"سابياء وسافياء" و"السقب والثغب" والسابياء كما فسره الشراح: هو الماء الرقيق الذي يخرج مع الولد من بطن أمه والسقب: هو ولد الناقة والسافياء: التراب، والثغب (١): هو الغدير. وسافياؤه: ما تراه طرائق عليه من مرور الرياح.

من أجم الدرعاء أو نابت الفقعاء بل من زرد محكم (٢)


(١) الثغب بالغين المعجمة والتحريك هو الغدير وبالعين المهملة هو مسيل الماء والتسكين يجيزه الكوفيون وابن جني.
(٢) كذا في المطبوع ١٧٩٢، والصواب "القفعاء" بتقديم القاف، أنظر المادة في القاموس وقصيدة كعب بن زهير في السيرة ٤: ١٦٥ - ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>