للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، وإذا نظرنا إلى الطباق من جهة الداء، وجدناه أنواعًا ثلاثة، يسلك بها الشاعر إحدى طريقتين، إما الإخبار، ونعني بالخطابة: "المسلك الإنشائي المندفع، وبالأخبار المسلك التقريري المتأني.

أما النوع الأول، فهو طباق الازدواج. وهذا أكثر أنواع الطباق شيوعًا. وقد تجده متخللا في الأنواع الأخرى. والازدواج يكون إما بمراعاة وزن الكلمة العروضي أو الصرفي، وإما بمراعاة موضعها من الكلام، وإما بمراعاتها معًا. فمثال الأخير قول حبيب:

وأحسن من نور تفتحه الصبا ... بياض العطايا في سواد المطالب

فقد جعل البياض بإزاء السواد، والعطايا إزاء المطالب وهي متضادة في المعنى، متساوية في الوزن العروضي والصرفي، متقابلة من حيث موضعها من الكلام. فالبياض مضافة إلى العطايا، والسواد مضاف إلى المطالب، وقل شبيهًا بذلك في العطايا والمطالب.

ومثال النوع الثاني، وهو التقابل في الموضع من الكلام من دون الموازنة العروضية أو الصرفية، قول حبيب أيضًا:

جاد الفراق بمن أضن بنأيه ... لمسالك الإتهام والإنجاد

والشاهد في "جاد، وأضن" فهما متقابلتان من حيث موضع التركيب، ولكنهما غير متوازنتين. أما الإتهام والإنجاد، فهما التقى فيه الموضع التركيبي والوزن الصرفي.

ومثال النوع الأول، قول أبي الطيب:

متى لحظت بياض الشيب عيني ... فقد وجدته منها في السواد

<<  <  ج: ص:  >  >>