للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برت نبلها للصيد لبنى وريشت ... وريشت أخرى مثلها وبريت

لما رمتني أقصدتني بسهمها ... وأخطأتها بالسهم حين رميت

وفارقت لبنى ضلة فكأنني ... قرنت إلى العيوق ثم هويت

فيا ليت أني مت قبل فراقها ... وهل ترجعن فوت القضية ليت

فصرت وشيخي كالذي عثرت به ... غداة الوغى بين العداة كميت

فقامت ولم تضرر هناك سوية ... وفارسها بين السنابك ميت

فإن يك تهيامي بلبنى غواية ... فقد يا ذريح بن الحباب غويت

فلا أنت ما أملت في رأيته ... ولا أنا لبنى والحياة حويت

فوطن لهلكي منك نفسًا فإنني ... كأنك بي قد يا ذريح قضيت

وأكثر هذه الأبيات كما ترى يدخله الطباق والمقابلة. ونحو ذلك قوله من أخرى (١):

تكاد بلاد الله يا أم معمر ... بما رحبت يومًا على تضبيق

تكذبني بالود لبنى وليتها ... تكلف مني مثله فتذوق

وهذا من لطيف الكلام وبارعه، لأنه بعلم أنها كانت تلقى منه، كما كان يلقى منها ولو كان غير حاذق، لقال مثلًا: ترى مثله من مثلنا فتذوق.

ولو تعلمين الغيب أيقنت أنني ... لكم والهدايا المشعرات صديق

وهذا موضع الطباق والمقابلة، مع تكذيبها إياه.

تتوق إليك النفس ثم أردها ... حياءً ومثلي بالحياء حقيق

أذود سوام النفس عنك وماله ... إلى أحدٍ إلا إليك طريق


(١) نفسه ١٢٠: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>