للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مكان تقطيع الوزن، على حسب وحدات وزنه الظاهر. ودونك أمثلة توضح الطراز الأول: قال امرؤ القيس:

مكر، مفر، مقبل، مدبر، معًا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل

الشاهد هنا في تقسيم الأول إلى أجزاء هي: فعول فعول فاعل فاعل فعل، وهذه تجزئة كما ترى لا تساير الأجزاء الطبيعية للبيت، وهي: فعولن مفاعيلن، جزء، فعولن مفاعلن، جزء، وهكذا. وإنما كانت هذه تفعيلات طبيعية، لأن كل واحد منها يساوي ربع البيت.

ومثال آخر قوله:

برهرهة، رودة، رخصة، ... كخرعوبة البانة المنفطر

فالمصراع الأول مفاعلة فاعلن فاعلن. والقسمة الطبيعية أن تجعله أرباعًا:

فعولن فعولن فعولن فعولن.

ومثل هذا قوله:

وعين لها، حدرة، بدرة

ومن غريب هذا الضرب قول المتنبي:

مخلى له المرج، منصوبا بصارخة، ... له المنابر، مشهودا بها الجمع

فقوله: "منصوبا بصارخة" موازن لقوله "مشهودا بها الجمع". وقوله "مخل له الرج" موازن لقوله "له المنابر" إلا أن الثاني مزاحف بالخبن مرتين في مستفعلن وفي فاعلن.

ومن غريب ما وقع له أيضًا من هذا القري قوله:

خير قريش أبا، وأمجدها، ... أكثرها نائلا، وأجودها

<<  <  ج: ص:  >  >>