الشاهد هنا في تقسيم الأول إلى أجزاء هي: فعول فعول فاعل فاعل فعل، وهذه تجزئة كما ترى لا تساير الأجزاء الطبيعية للبيت، وهي: فعولن مفاعيلن، جزء، فعولن مفاعلن، جزء، وهكذا. وإنما كانت هذه تفعيلات طبيعية، لأن كل واحد منها يساوي ربع البيت.
ومثال آخر قوله:
برهرهة، رودة، رخصة، ... كخرعوبة البانة المنفطر
فالمصراع الأول مفاعلة فاعلن فاعلن. والقسمة الطبيعية أن تجعله أرباعًا:
فعولن فعولن فعولن فعولن.
ومثل هذا قوله:
وعين لها، حدرة، بدرة
ومن غريب هذا الضرب قول المتنبي:
مخلى له المرج، منصوبا بصارخة، ... له المنابر، مشهودا بها الجمع
فقوله:"منصوبا بصارخة" موازن لقوله "مشهودا بها الجمع". وقوله "مخل له الرج" موازن لقوله "له المنابر" إلا أن الثاني مزاحف بالخبن مرتين في مستفعلن وفي فاعلن.