للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفرسها فارسًا، وأطولها ... باعًا، ومغوارها، وسيدها

شمس ضحاها، هلال ليلتها ... در تقاصيرها، زبرجدها

فالبيت الأول لا يطاوع تقطيع المنسرح الطبعي "مستفعلن فاعلون مفتعلن"، وإنما يجري على مستفعلن فأعلن، مفاعلتن، وكذلك قوله "أفرسها فارسًا" وسائر البيت بعد من نوع التقسيم المُرسل. والبيت الثالث كأنه مُرسل، وليس كذلك إذ مباراة الوزن فيه واضحة.

هذا، والنوع الثاني من التقسيم الوزني، وهو ما وضع الشاعر فيه مواقف اللسان الواضحة، مكان التقطيع الطبعي، عرفه النقاد الأوائل وسموه التقطيع، ومن أمثلته قول عمر بن أبي ربيعة:

تحن إلى نُغم، فلا الشمل جامع ... ولا نأيها يُسلي، ولا أنت تصبر

ومنه لامرئ القيس:

له أطيلا ظبي، وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان، وتقريب تنقل

وقوله:

وليس بذي رُمح، فيطعنني به ... وليس بذي سيف، وليس بنبال

وأمثلة هذا كثيرة في الشعر.

والتقسيم القافوي، منه ما ينظر إلى قافية البيت، فيسجع في داخل البيت بقواف مثلها، ومنه ما يسجع بقواف ليست مثلها. ومن تأليف هذين النوعين القافويين مع النوعين الوزنيين، تحصل عندنا الأقسام الثمانية الآتية:

١ - التقسيم الوزني من غير تقطيع.

٢ - التقسيم الوزني من غير تقطيع، مع سجع مخالف للقافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>