٣ - التقسيم الوزني من غير تقطيع، مع سجع يشبه القافية.
٤ - التقسيم الوزني التقطيعي.
٥ - التقسيم الوزني التقطيعي مع سجع مخالف للقافية.
٦ - التقسيم الوزني التقطيعي مع سجع مثل القافية.
٧ - التقسيم القافوي بسجع مخالف للقافية.
وهذان القسمان الأخيران، لا يحصرني شيء أُمثل لهما به، ولا أحسب أنه يجيء في الشعر شيء منهما إلا تابعًا للوزن، ولعل هذا دليل قوي على أن القافية إنما جاءت بعد الوزن. فإن حذفنا هذين القسمين (ولنا في الحذف قُدوة صالحة في قُدامة ابن جعفر، على أنه حذف اثنين من تأليفه، من دون مبرر (١) صارت الأقسام ستة.
ومن هذه الأقسام الستة واحد (هو التقسيم الوزني اللاتقطيعي، مع سجع يشبه القافية)، لا أحسبه يوجد في الشعر، ولا يحضرني منه شيء أتمثل به. وعندي أن ذوق العرب قد نبأ عنه، كما قد نبأ عن السجع بشيء يشبه القافية أو يخالفها من دون مراعاة للوزن. ذلك بأن في نظرتك للوزن من دون أن تطاوع التقطيع،
(١) عرّف قدامة الشعر: بأنه لفظ، موزون مقفي، دال على معنى، فله أربعة أركان، ينبغي للناقد أن يبحث عن صفات الجودة والرداءة فيها، هي: اللفظ، والوزن، والمعنى، والقافية. وهذه الأركان يتكون من ائتلافها معًا ستة أنواع: ائتلاف اللفظ والوزن، واللفظ والمعنى، واللفظ والقافية والوزن والمعنى، والوزن والقافية، والمعنى والقافية، فهذه ستة. إلا أن قدامة استكثر أن تكون الائتلافات أكثر من الأركان، فادعى أن القافية ليست شيئًا جوهريًا، له ذات قائمة، ورأى لذلك أن يحذف الائتلافات معها، فصارت جملة الائتلافات ثلاثة. وهذه النتيجة لم تسر قدامة. فاحتال على ائتلاف واحد من ائتلافات القافية، فأدخله، بحجة أن القافية تكون أحيانًا مستكرهة، ولا تلائم المعنى، وأحيانًا تكون طبيعية ملائمة. فصارت ائتلافاته في جملتها أربعة. هي ائتلاف اللفظ والوزن، واللفظ والمعنى، والوزن واللفظ، والمعنى والقافية. وقد نبهنا آنفًا على خطئه في حذف القافية من تأليفه. (راجع مقدمة نقد الشعر لقدامة).