وهكذا، فكل هذه الأمثلة، كما ترى، فيها الموازنة الموضعية، حتى راعى الناظم بناء الفعل للمجهول في بعض ما جاء به، وفيها المساواة في وزن الرخال والجفال والثقال. والهيس والميس والحيس.
٤ - جعل الناظم يتجاوز مجرد الموازنة في الأقسام، إلى تكميل الوزن نفسه حتى يصير كل قسيم مساويًا للآخر من جهة العروض. وهذه الخطوة، يزعم العقل أنها لابد أن تكون قد جاءت بعد أن درب الناظمون على الإتيان بقسيمين قسيمين متوازيين، وثلاثة أقسام متوازنة، مثل قولهم:"إنه يحمي الحقيقة، وينسل الوديقة، ويسوق الوسيقة". فبتزيين ووشي وصنع قليل، صار هذا إلى قولهم: إنه حامي الحقيقة، نسال الوديقة، سواق الوسيقة.
وعندما وصل الناظمون هذا الطور، خرجوا من مجرد التقسيم المتوازن، إلى التقسيم الموزون، إلى طريق الشعر التي عبدوها فيما بعد. وسُرعان ما كثر في كلامهم أمثال:
حامي الحقيقة
نسال الوديقة
آبي الهضيمة
ناب بالعظيمة
معتاق الكريمة
وبعد التحوير والتشذيب، صارت هذه الأقسام المسجوعة الموزونة، أرصن وأحكم، مثل: