(٢) لا يسبقن إلى وهمك يا سيدي أني أريد إلى أن العرب تأثروا بالفرس، الذين تأثروا بالسريان الذين تأثروا بالإغريق. فهذا حدس بعيد. ثم إن السريان لم يزدهر أمرهم بالرها إلا في القرن السادس الميلادي، وفي هذا القرن عاش أمرؤ القيس وعاش قبله المهلهل وجماعة من شعراء ربيعة. فلا بد أن يكون تطور النظم العربي ودخول الوزن المقطعي الكمي فيه، وقد سبق ازدهار السريانية بزمان قديم. وكل الذي أريد إليه هو أن الوزن المقطعي الإغري قيسرى، فأصاب أطرافًا من الأرامية، أدت إلى الوزن المقطعي السرياني، وأصاب أطرافًا من العربية، فأدى إلى الأعاريض العربية المحكمة. وليس الأمر ضربة لازب، أن يحدث الإشعاع الإغريقي في جميع اللغات السامية أثرًا واحدًا. فهي تتفاوت في الجودة والرصانة والقابلية للنماء والآن لا نقول بهذا لما جعل يصح عندنا من أقدامية سبق العرب، والله أعلم.