للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسارح، وإذ سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك (١).

وقالت الحادية عشرة:

زوجي أبو زرع، فما أبو زرع؟ أناس من حُلي أدني. وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي. وجدني في أهل غنيمة بشق (٢) فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق (٣)، فعنده أقول فلا أُقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح (٤).

أم أبي زرع. فما أم أبي زرع؟ عُكومها رداح، وبيتها فُساح (٥). ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعة كمسل الشطبة، ويُشبعه ذراع الجفرة (٦).

بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها.

جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثًا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثًا، ولا تملأ تعشيشًا إلخ (٧).

وجلي واضح أيها القارئ الكريم ما في هذا الحديث من جودة الإيقاع وتلاحق الرنين.


(١) قليلات المسارح- أي قرب الدار لا تسرح بعيدًا لأنه يعدا للقرى.
(٢) أي في شق من الجبل- أي وجدني في أهل فقر لا مال لهم إلا المعزى.
(٣) الدائس ما سخر من الأنعام لدوس القمح والشعير فكأنها تريد أن تقول جعلني في أهل خيل وابل وبقر وعبيد ومنق بكسر النون وتشديد القاف وقيل بالفتح راجع فتح الباري (١١١ - ١٧٧) بالكسر أي بجعل الدجاج تنق لتلقط الحب وبالفتح للتنقية ورواية الكسر أوثق.
(٤) أتصبح أي أنام إلى الصباح رفاهة ورغدًا. أتقنح أي أنال من الشراب حتى الري وبعده.
(٥) عكومها- أي أعدالها التي يوضع فيها التمر والقمح. رداح- عظام كبيرة.
(٦) أي هو كانسلال الشطبة من الخيل أو جريد النخل لأنه ضامر. وليس مع الضمر بمهزول إذ يقوى على الأكل ولكن لا يسرف. والجفرة بفتح الجيم الأنثى من المعزى. السخلة.
(٧) لا تبث حديثنا لا تفشيه. ولا تنقث ميرتنا أي لا تفسدها بالتبذير والسرف والتعشيش الوسخ- أي تنظف البيت فلا تترك فيه ما يشبه أعشاش الطير.

<<  <  ج: ص:  >  >>