للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمارة القيظ. أمهلنا ينصرم عنا الحر. وإذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء قلتم هذا أوان قُر وصر فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون، فأنتم والله من السيف أفر. يا أشباه الرجال ولارجال. ويا طغام الأحلام ويا عقول ربات الحجال (١) إلخ ..

ونغم هذه الخطبة أوضح وإيقاعها أبين مما استشهدنا به قبلها سوى الحديث وقد كان علي كرم الله وجهه من بناة العربي العظام، وقالوا رُوي عن عبد الحميد بن يحيى أنه قيل له: «ما الذي مكنك من البلاغة وخرجك فيها؟ فأجاب: حفظ كلام الأصلع، يعني أمير المؤمنين عليا (٢)». وإنما استطردت هذا الاستطراد لما هو شائع بين الناس من أن نهج البلاغة كله من وضع الشريف الرضي. وأقرب. عندي أن يقال إن فيه كثيرًا مما انتحله بلغاء الشيعة ورواه الشريف عنهم. وأستبعد أن يكون هو زاد فيما رواه شيئًا. هذا، وقد كان العرب من حب البلاغة بحيث حرصوا على حفظ كلام بلغائهم من زمان بعيد والذي روي عن عبد الحميد نص على ذلك، وهي رواية سابقة لزمان الشريف إذ قد ذكرها الجهشياري من رجال القرن الثالث. كما أن هذه الخطبة التي استشهدنا بها آنفًا مما رواه قدماء العلماء أمثال ابن قتيبة والجاحظ ومحمد بن يزيد.

هذا، وتأمل أيضًا بتراء زياد التي أولها: «أما بعد فإن الجهالة الجهلاء. والضلالة العمياء والغي الموفي بأهله على النار. ما فيه سفهاؤكم. ويشتمل عليه حلماؤكم. من الأمور العظام التي يشب فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير إلخ (٣)».

وخطبة الحجاج التي أولها: «أنا ابن جلا وطلاع الثنايا (٤)».


(١) نفسه ١/ ١٣.
(٢) الوزراء والكتاب للجهشياري. الحلبي، ١٩٣٨ - ٧٢.
(٣) الكامل للمبرد ١ - .
(٤) نفسه ١/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>