مشيته قزل. فقال يا أخاير الدخائر. وبشائر العشائر. عموا صباحًا. وانعموا اصطباخًا إلخ».
وأما القاضي الفاضل فهو دون الحريري في الجزالة. ولقد يُلفى فيه بعض التعثر والاستكراه. غير أنه قد كاد ينفرد عمن سبقوه بمذهب في أحكام الشكل السجعي على منهج شديد الشاعرية، قوي الشبه بكثير من الأصناف التي ترد في شعر الإفرنج. خذ مثلاً قوله من كلمة يكتب بها إلى العماد الأصفهاني (١):
«فهذه الكتب المهداة
والسحب المنشاة
فروعها المصنفة ستة أصناف
وأصلها
كتابه الكريم
وأجزاؤها المؤلفة تسعة أصداف
وكلها
دره اليتيم
تلك عشرة في المشايعة
أذعنت عونها
لفضيلة بكرها
كعشيرة الصحابة في المبايعة
أُغضيت عيونها
لفضل أبي بكرها
فهل كانت عدة، أتمها بعشر لا كمالها
أو حسنة، جزاؤها بعشرة أمثالها»
(١) خريدة القصر، وجريدة العصر، للعماد الأصفهاني، قسم شعراء مصر، مصر ١٩٥٦ - ١/ ٥٠.