التفعيلات من حيث كمها المقطعي. والبيت العربي يحتاج المرء في تقطيعه إلى معرفة موضع الضرب والعروض ونصف الضرب ونصف العروض وكسورًا من ذلك أيضًا. فمن هنا لا يكاد دارس العروض يستغنى عن الاستعانة بالنظام الخليلي، وأن ينظر في كثير من أصناف الزحاف والعلل، خشية ألا يخفى أمرها عنه كل الخلفاء.
ولقد حرصت في الجزء الأول أن استدرك هذا النقص بالجمع بين المذهبين من طريق المزاوجة بين الأجزاء الثمانية (فعولن، مفاعلن، مفاعلتن- فاعلاتن- متفاعلن- مستفعلن- فاعلن- مفعولات) ورموزها المقطعية. وقد جربت هذه الطريقة في التعليم فوجدتها مجدية. تقول مثلاً: ت تن تن تن «u---» هذا الجزء هو مفاعيلن التي تقع في الطويل أو مفاعلتن التي تقع في الوافر حين يدخلها الزحاف، وفي الهزج وفي مجزوء الوافر الذي هو ضرب من الهزج حين يدخلها الزحاف. فمتى وجدت هذا الجزء في أول البيت فهو إما هزج وإما وافر، إلخ. ومتى وجدته هكذا تـ تن تتـ تن «- U-U-U-» فهو وافر ليس غير. وأساليب المعلمين بعد، تتباين، وليس ههنا موضع البسط والتفصيل. هذا وهنا أمر في غاية الأهمية في النظام الخليلي ينبغي التنبيه عليه، وهو أنه يبرز جانب الموسيقا المحضة في أوزان الشعر. وهذا مرادنا من قولنا أن مذهب المقاطع مقصر عن حقيقة إدراك النسب الزمانية. ولقد نبه الأستاذ بلاشير في مقاله القيم إلى هذا التقصير من طرف خفي، ودعا إلى استدراكه دعوة صريحة (١). ولقد حرصنا آنفًا على التنبيه إلى جانب الموسيقا المحضة الكامنة في الأعاريض من طريق الأمثلة التي تقرب هذا المعنى كقولنا مثلاً في المديد.
تن ترن مستفعلن تتن ... فاعلن تن تن تتن تتري
وفي السريع
يا صاحبي مستفعلن عندنا ... يا سيدي عن عندنا عندنان