هذه هي الرواية الجيدة المشهورة. ورووا «فليتك» وهي متهافتة. وهذه القصيدة آخر ما نظمه المتنبي وهي من عيون شعره.
وحقيقة الاختلاس هي تحويل الضربة التامة إلى اثنتين متلاحقتين ومن ههنا كان كأنه عكس للزحاف. إذ هذا يعوض، إيقاع المقطع بالسكوت. وأقول (كأنه) لأن هذا مجرد تقريب وتمثيل. ولزيادة الإيضاح أضرب لك ما رووه من قول المتنبي (فليتك لا) وهذا جار على ترك الاختلاس وعلى جزء الوافر (مفاعلتن) وما هو مشهور من قوله (فليته لا) وهو جار على الاختلاس وجار أيضً على جزء الوافر (مفاعلتن). فالأول بيانه عندنا شيء من هذا القبيل:
مفا ع ل تن
فليـ ت ك لا
تم تم تم تم تم
والثاني هكذا:
مفا ع لـ تن
فـ لي تُهلا
تم تم (تم) و (تم تم) معا
وهذا البيان تقريب وواضح منه ما نرمي إليه، إذ قد راث الشاعر في ضرباته الأوليات وجعل الأخيرة ثنتين متلاحقتين أو كالثنتين المتلاحقتين
رأي المعري:
هذا الذي ذكرناه من أمر الزحاف والاختلاس من أنهما من عنصر الموسيقا