الشعرية نفسه وليسا بعيب يحسن تجنبه، كما رأى أكثر المحدثين، قد تنبه أبو العلاء المعري إلى جانب كبير منه في وقفته مع امرئ القيس في رسالة الغفران إذ قال:
«فيقول، لا برح منطيقًا بالحكم. فأخبرني عن كلمتك الصادية والضادية والنونية التي أولها:
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عسيب يماني
لقد جئت فيها بأشياء ينكرها السمع كقولك:
فإن أُمس مكروبًا فيا رب غارة ... شهدت على أقب رخو اللبان
وكذلك قولك في الكلمة الصادية:
على نقنق هيق له ولعرسه ... بُمنقطع الوعساء بيض رصيص
وقولك:
فاسقى به أختي ضعيفة إذ نأت ... وإذ بعد المُزدار غير القريض
في أشباه ذلك، هل كانت غرائزكم لا تحس بهذه الزيادة؟ أم كنتم مطبوعين على إتيان مغامض الكلام وأنتم عالمون بما يقع فيه؟ كما أنه لا ريب أن زهيرًا كان يعرف مكان الزحاف في قوله:
فإن الغرائز تحس بهذه المواضع فتبارك الله أحسن الخالقين.
فيقول امرؤ القيس: أدركنا الأولين من العرب لا يحفلون بمجيء ذلك ولا أدري ما شجن عنه. فأما أنا وطبقتي فكنا نمر في البيت حتى نأتي إلى آخره. فإذا فني أو قارب تبين أمره للسامع.