للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ويثبت له، ويحمد ويثنى به عليه ويمجد به، وما يمتنع عليه فينزه عنه ويقدس] (١).

ثم حدث بعد المائة الأولى الجهم بن صفوان (٢) وأتباعه، الذين عطلوا حقيقة أسمائه الحسنى وصفاته العلى (٣)، وسلكوا مسلك إخوانهم المعطلة الجاحدين للصانع، وصار أغلب ما يصفون به الرب هو الصفات السلبية العدمية، ولا يقرون إلّا بوجود مجمل، ثم يقرنونه بسلب ينفي الوجود.

ومن أبلغ العلوم الضرورية أن الطريقة التي بعث الله بها أنبياءه ورسله، وأنزل بها كتابه مشتملة على الإثبات المفصل والنفي المجمل، كما يقرر ذلك (٤) في كتابه: علمه وقدرته وسمعه وبصره ومشيئته ورحمته وغير ذلك، ويقول في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٥)، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ


(١) ما بين المعقوفتين بدايتها ص: ١٥٧ ت (٤): ساقط من: س.
(٢) هو: أبو محرز الجهم بن صفوان السمرقندي، من موالي بني راسب رأس الجهمية الضال المبتدع، قتل سنة ١٢٨ هـ على يد مسلم بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك بني أمية، وقد زرع شرًّا عظيمًا، فكان يفول: "إن القرآن مخلوق، وإنه لا يقال: إن الله لم يزل عالمًا بالأشياء قبل أن تكون، وإنه لا يوصف بالصفات التي يتصف بها المخلوق، لأن ذلك يقتضي التشبيه، إلى غير ذلك من الضلالات المنكرة".
راجع: مقالات الإسلاميين -للأشعري- ١/ ٣٣٨. والملل والنحل - للشهرستاني ١/ ٨٦. وميزان الاعتدال -للذهبي- ١٢/ ٤٢٦. ولسان الميزان -لابن حجر- ٢/ ١٤٢.
وانظر: ما ذكرته عن الجهمية ص: ١١٩.
(٣) في ط: العليا.
(٤) ذلك: ساقطة من: س، ط.
(٥) سورة الشورى، الآية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>