للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الموصوف مطلقًا، وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض، فهذا اللفظ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم، ذاكرين وآثرين.

قال أبو القاسم الطبراني في كتابه السنة (١): حدثنا حفص بن عمرو حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (إذا أراد الله أن يخوف عباده أبدى عن بعضه للأرض، فعند ذلك تزلزلت، وإذا أراد الله أن يدمدم على قوم تجلى لها عزَّ وجلَّ).

وقد جاء في الأحاديث المرفوعة في تجليه - سبحانه - للجبل، ما رواه الترمذي في جامعه (٢): ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، يعني


(١) تقدم الكلام على كتاب السنة للطبراني، وتعذر وجوده ص: ٣٦٥. ت (١).
وقد ذكره القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويلات لأخبار الصفات مخطوط اللوحة: ٩٨، وسوف يذكره الشيخ مرة أخرى بلفظ آخر عن عكرمة وعن ابن عباس في ص: ٤٠٣.
(٢) الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي ٥/ ٢٦٥ - كتاب التفسير - باب ومن سورة الأعراف حديث / ٣٠٧٤.
ورواه ابن جرير الطبري عند تفسيره لقوله تعالى {. . . . فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا. . .} [الأعراف: ١٤٣] قال: حدثني المثنى قال: حدثني الحجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} قال: هكذا بإصبعه، ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر فساخ الجبل.
راجع: جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٩/ ٥٣.
وابن كثير عند تفسيره لهذه الآية -أيضًا- ٢/ ٢٤٤، وذكر أن الحاكم رواه في مستدركه من طرق عن حماد بن سلمة، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
راجع: السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>