للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس هذا وصفًا له بالقدرة على الكلام، بل هو وصف له بوجود الكلام، إذا شاء، وسيجيء كلام أحمد في رواية المروذي (١).

وقوله: إن الله لم يخل من العلم والكلام، وليسا من الخلق، لأنه لم يخل منهما، ولم يزل الله متكلمًا عالمًا، فقد نفى عنهما الخلق في ذاته، أو غير ذاته، وبين أنه لم يخل منهما، وهذا (٢) يبين أنه لم يخلق القرآن لا في ذاته، ولا خارجًا عنه، وفي كلامه دليل على أن قول القائل: تحله الحوادث أو لا تحله الحوادث، كلاهما منكر عنده، وهو مقتضى (٣) أصوله، لأن في ذلك بدعة، وفي إثباته -أيضًا- بدعة، ولهذا أنكر أحمد على من قال: القرآن محدث إذا كان معناه عندهم معنى الخلق المخلوق، كما روى الخلال عن الميموني (٤) أنه قال لأبي عبد الله:


(١) في س، ط: المروزي.
وكذا ورد في البداية والنهاية. وهو خطأ. والمروذي من "مرو الروذ" والنسبة إليه "مروذي" المنتسبون إليه قليل، وأما مرو الكبرى "مرو الشاهجان" فالنسبة إليه "مروزي" على غير قياس، والمنتسبون إليه كثير، ولهذا يقع في بعض الكتب نسبة صاحب الإمام أحمد "المروزي".
راجع: معجم البلدان -للحموي- ٥/ ١١٢ - ١١٦. والمنتظم -لابن الجوزي - ٦/ ١١١ ت: (٣).
هو: أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز المروذي، شيخ بغداد، وأجل أصحاب الإمام أحمد، وممن يأنس به، روى عنه مسائل كثيرة، توفي سنة ٢٧٥ هـ.
راجع: طبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- ١/ ٥٦ - ٦٣. تذكر الحفاظ -للذهبي- ٢/ ٦٣١ - ٦٣٣. والبداية والنهاية -لابن كثير- ١١/ ٦٢.
(٢) في ط: وهنا.
(٣) في ط: تقتضي.
(٤) هو: أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميموني، تلميذ الإمام أحمد، ومن كبار الأئمة، عالم الرقة ومفتيها في زمانه، روى عنه النسائي ووثقه، ولد سنة ١٨١ هـ، وتوفي سنة ٢٧٤ هـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>