للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس كإضافة الخلق إليه، وأن باب "قال" عند الأنبياء والمؤمنين غير باب "خلق"، وبطلان قول المعتزلة له موضع غير هذا، وإذا كان باطلًا، وقولهم -أيضًا- باطل (١)، تعين صحة مذهب السلف يؤكد (٢) هذا.

الوجه التاسع والعشرون:

وهو أن السلف والمعتزلة جميعًا اتفقوا على أن كلام الله ليس هو مجرد هذا المعنى الَّذي تثبتونه أنتم، بل الَّذي سمته المعتزلة كلام الله وقالوا: إنه مخلوق، وافقهم السلف على أنَّه كلام الله، لكن قالوا: إنه غير مخلوق، وأنتم تقولون: إنه ليس بكلام الله، فكان قولك خرقًا لإجماع السلف والمعتزلة، وذلك خرق (٣) لإجماع الأمة جميعها، إذ (٤) لم يكن في عصر السلف إلّا هذان القائلان، ولم يكن في ذلك الزمان من يقول: إن القرآن الَّذي قالت المعتزلة: إنه مخلوق ليس هو كلام الله (٥).


(١) في س: باطلًا.
(٢) في الأصل، س: يتوكد. وأثبت المناسب للكلام من: ط.
(٣) في الأصل: خرقًا. وأثبت ما رأيته صوابًا من: س، ط.
(٤) في س، ط: إذا.
(٥) نقل الشهرستاني في نهاية الإقدام ص: ٣١٣ عن السلف هذا الاتفاق بينهم وبين المعتزلة، وأن الأشاعرة خرقوا الإجماع بقولهم، فقال:
"قالت السلف والحنابلة: قد تقرر الاتفاق على أن ما بين الدفتين كلام الله وأن ما نقرؤه ونسمعه ونكتبه عين كلام الله، فيجب أن تكون الكلمات والحروف هي بعينها كلام الله، ولما تقرر الاتفاق على أن كلام الله غير مخلوق، فيجب أن تكون الكلمات أزلية غير مخلوقة، ولقد كان الأمر في أول الزمان على قولين:
أحدهما: القدم.
والثاني: الحدوث.
والقولان مقصوران على الكلمات المكتوبة والآيات المقروءة بالألسن، فصار =

<<  <  ج: ص:  >  >>