للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى لا يقال: إن له بعضًا كما للأجسام بعض، فإن كان الإنكار (١) لأجل الأول فأهل الكلام متنازعون في صفات الجسم، هل يقال: إنها بعض الجسم؟ أو يقال: هي غيره؟ أو لا يقال: هي غيره؟.

فذكر الأشعري (٢): عن ضرار بن عمرو (٣) أنَّه قال: (الألوان والطعوم والأراييح (٤) والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والرقة (٥) أبعاض الأجسام وأنها متجاورة، قال: وحكى عنه مثل ذلك في الاستطاعة والحياة.

وزعم أن الحركات والسكون وسائر الأفعال التي تكون من الأجسام أعراض لا أجسام.

وحكى عنه في التأليف (٦) أنَّه كان يثبته بعض الجسم.


(١) في الأصل: للإنكار. والمثبت من: س، ط.
(٢) مقالات الإسلاميين ٢/ ٣٧.
(٣) هو: ضرار بن عمرو، أحد رؤوس المعتزلة، وإليه تنسب الفرقة الضرارية، كان يقول: الأجسام إنما هي أعراض مجتمعة من لون وطعم ورائحة ونحوها من الأعراض التي لا يخلوا الجسم منها، انفرد بأشياء منكرة ذكرها البغدادي وغيره.
راجع في شأنه ومذهبه: الفرق بين الفرق - للبغدادي - ٢١٣ - ٢١٥. وميزان الاعتدال -للذهبي - ٢/ ٣٢٨. ولسان الميزان -لابن حجر - ٣/ ٢٠٣.
(٤) في الأصل: الأرانيح. وفي س: الأرانيج. وفي ط: الروائح. والمثبت من المقالات.
والريح: مفرد جمعه: أرواح وأرياح ورياح وريح، وجمع الجمع: أراويح وأراييح. والأرج: محركة، والأريج والأريجة: توهج ريح الطيب، والجمع الأرائج.
انظر: لسان العرب -لابن منظور - ٢/ ٢٠٧ (أرج) و ٢/ ٤٥٥ (روح).
وهذه الكلمة سوف ترد كثيرًا وتختلف النسخ فيها.
(٥) في المقالات: الزنة.
(٦) التأليف لغة: إيقاع الإلف بين شيئين أو أكثر.
وعرفًا: جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد سواء كان لبعض =

<<  <  ج: ص:  >  >>