للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل من سمع (١) ما جاءت به الرسل يعلم بالاضطرار أن هذه الأمور ليست مما بعث الله به رسوله، ولم يكن الرسول يعلم أمته هذه، الأمور، ولا كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها، فكيف يكون هذا التوحيد الذي هو أصل الدين لم يدع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعون؟ بل يعلم بالاضطرار أن الذي جاء به الرسول من الكتاب والسنة يخالف هذا المعنى الذي سماه هؤلاء الجهمية توحيدًا.

ولهذا ما زال سلف الأمة وأئمتها ينكرون ذلك، كما روى الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، في ذم الكلام (٢) قال: "سمعت عبد الرحمن بن جابر السلمي قال: سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول: جاء رجل إلى المزني فسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي، ولقد (٣) سمعت الشافعي يقول: سئل مالك عن الكلام في التوحيد. قال (٤)


(١) في س: يسمع.
(٢) أي: ما صنفه في ذم الكلام. بيان تلبيس الجهمية -لابن تيمية ١/ ٤٨٦. ولم أقف على كتاب لأبي عبد الرحمن السلمي الأزدي المتوفى سنة ٤١٢ هـ، بهذا الاسم، ولعله كتاب "الرد على أهل الكلام" الذي ذكره فؤاد سزكين ضمن آثار أبي عبد الرحمن، وأشار إلى أن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقري، المتوفى سنة ٤٥٤ هـ اختصره.
راجع: تاريخ التراث العربي -العقائد والتصوف- ١/ ٤ / ١٨٤.
وقد أورد هذا النقل أبو إسماعيل الهروي في كتابه ذم الكلام -مخطوط- تحت رقم ١١٢٨ - الظاهرية بدمشق- الجزء السادس- الطبقة السادسة- اللوحة: ١٦ فقال:
"أخبرني طيب بن أحمد، أنبأنا محمد بن الحسين، سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي، سمعت محمد بن عقيل ابن الأزهر يقول:. . ". وانظره في: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: ٦٣.
(٣) في ذم الكلام: فلقد.
(٤) في ذم الكلام: فقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>