فإذا أبدع الله العباد، وأفهم كلامه على قضية أمر، أو موجب زجر، أو مقتضى خبر اتصف عند ذلك الكلام بهذه الأحكام، وهي من صفات الأفعال عنده، بمثابة اتصاف الباري تعالى فيما لا يزال بكونه خالقًا رازقًا محسنًا متفضلًا، وهذه الطريقة وإن درأت تشغيبًا فهي غير مرضية. والصحيح ما ارتضاه شيخنا - رضي الله عنه - من أن الكلام الأزلي لم يزل متصفًا بكونه أمرًا نهيًا خبرًا، والمعدوم على أصله مأمور بالأمر الأزلي على تقدير الوجود، والأمر القديم في نفسه على صفة الاقتضاء ممن سيكون إذا كانوا، والذي استنكروه من استحالة كون المعدوم مأمورًا لا تحصيل له". وانظر هذا النزاع في: غاية المرام في علم الكلام -للآمدي- ص: ١٠٤. ونهاية الإقدام في علم الكلام -للشهرستاني- ص: ٣٠٣، ٣٠٤. وأصول الدين -للبغدادي- ص: ١٠٨. (٢) في نهاية العقول في دراية الأصول -مخطوط- اللوحة ١٥٦. (٣) في س، ط: الثاني. وهو خطأ.