للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء، وأصل الشر ممن (١) جعل مثل هذا العقل ومثل هذا الكشف ميزانًا يزن به الكتاب والسنة.

وأما أهل العقل الصريح، والكشف الصحيح، منهم أئمة العلم والدين من مشايخ الفقه والعبادة الذين لهم في الأمة لسان صدق، وكل من له في الأمة لسان صدق عام من أئمة العلم والدين المنسوبين إلى الفقه والتصوف فإنهم على الإثبات لا على النفي، وكلامهم في ذلك كثير قد ذكرناه في غير هذا الموضع (٢).

وأما تناقضهم في العقليات فلا يحصى، مثل قولهم: إن الباري لا يقوم به الأعراض، ولكن تقوم به الصفات، والصفات والأعراض في المخلوق سواء عندهم، فالحياة والعلم والقدرة والإرادة والحركة والسكون في المخلوق هو عندهم صفة، وهو عندهم عرض، ثم قالوا: في الحياة ونحوها هي في حق الخالق صفات وليست بأعراض، إذ العرض هو ما لا يبقى زمانين، والصفة القديمة باقية.

ومعلوم أن قولهم العرض ما [لا] (٣) يبقى زمانين: هو فوق


(١) في ط: وأصل البشر من. وهو تصحيف.
(٢) انظر مثلًا ٢/ ٢٩٩، ٣/ ٢١٩ - ٢٢٧، ٥/ ٣٨ - ١٠٧، ١٣٦ - ١٤٣.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة أرى أن الكلام يستقيم بها.
والأشعري ومتبعوه يذهبون إلى أن العرض لا يبقى زمانين، فالأعراض في جملتها على التقضي والتجدد، وتخصيص كل بوقته للقادر المختار، ووافقهم النظام والكعبي.
انظر: مقالات الإسلاميين -للأشعري- ٢/ ٤٦ - ٤٨. والمواقف -للآيجي- ص: ١٠١.
وقولهم هذا قول محدث في الإسلام، لم يقله أحد من السلف والأئمة، وهو قول مخالف لما عليه جماهير العقلاء من جميع الطوائف، بل من الناس من يقول: إنه معلوم الفساد بالاضطرار.
انظر: مجموعة الرسائل والمسائل -لابن تيمية- كتاب مذهب السلف القويم =

<<  <  ج: ص:  >  >>