للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِدعَوِي وتحكم، فإن الصفات في المخلوق لا تبقى -أيضًا- زمانين عندهم فتسمية الشيء صفة أو عرضًا لا يوجب الفرق، لكنهم ادعوا أن صفة المخلوق لا تبقى زمانين، وصفة الخالق تبقى، فيمكنهم أن يقولوا: بالمخلوق لا يبقى والقائم بالخالق باق، هذا إن صح قولهم (١): إن الصفات التي هي الأعراض لا تبقى (٢)، وأكثر (٣) العقلاء يخالفونهم في ذلك.

وكذلك قولهم (٤): إن الله يرى كما ترى الشمس والقمر من غير مواجهة ولا معاينة، وإن كل موجود يرى حتى الطعم واللون.

وإن المعنى الواحد القائم بذات المتكلم يكون أمرًا بكل ما أمر به، ونهيًا عن كل ما نهى عنه، وخبرًا بكل ما أخبر به، وذلك المعنى إن عبر عنه بالعربية فهو القرآن، وإن عبر عنه بالعبرية (٥) فهو التوراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو الإنجيل، وإن الأمر والنهي والخبر صفات للكلام لا أنواع له، وأن هذا المعنى يسمع بالأذن على قول بعضهم إن (٦) عنده متعلق بكل موجود، وعلى قول بعضهم: إنه لا يسمع بالأذن لكن بلطيفة جعلت في قلبه، فجعلوا السمع من جنس الإلهام، ولم يفرقوا بين الإيماء إلى غير موسى وبين تكليم موسى.

ومثل قولهم: إن القديم لا يجوز عليه الحركة والسكون ونحو


= في تحقيق مسألة كلام الله الكريم- ٣/ ٣٦٥، ٣٦٦.
(١) في ط: فقولهم.
(٢) في الأصل، س: لا يبقى. والمثبت من: ط. ولعله المناسب.
(٣) في ط: فأكثر.
(٤) انظر قولهم هذا في: الإرشاد -للجويني- ص: ١٧٤، ١٨١. ونهاية الإقدام -للشهرستاني- ص: ٣٥٦ - ٣٦٩. وأصول الدين -لعبد القاهر البغدادي- ص: ٩٧ - ١٠٢.
(٥) في ط: العبرانية.
(٦) أن: ساقطة من: س.

<<  <  ج: ص:  >  >>