للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم، بل قد كفروهم وقالوا فيهم ما لم يقولوه في [أحد من] (١) أهل الأهواء، بل أخرجوهم عن الثنتين والسبعين (٢) فرقة، وقالوا: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية (٣)، فكنتم وافقتم فيه الجهمية من المعتزلة وغيرهم، وما خالفتموهم فيه، كمن (٤) آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض، ولكن هو (٥) إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان، وأوجب ذلك فسادين عظيمين:

أحدهما: تسلط المعتزلة ونحوهم عليكم، فإنكم لما وافقتموهم على هذا التعطيل بقي بعد ذلك إثباتكم للرؤية، ولكون القرآن غير مخلوق قولًا باطلًا في العقل عند جمهور العقلاء، وانفردتم عن جميع طوائف الأمة بما ابتدعتموه في مسألة الكلام والرؤية، وقويت المعتزلة عليكم بذلك (٦) وعلى [أهل] (٧) السنة، وإن كنتم قد رددتم على


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في جميع النسخ: سبعين. والصواب ما أثبته.
(٣) يؤثر هذا القول عن عبد الله بن المبارك.
انظر: السنة -لعبد الله بن أحمد بن حنبل- ص: ٧. ومجموعة الرسائل والمسائل -لابن تيمية- كتاب مذهب السلف القويم في تحقيق مسألة كلام الله الكريم ٣/ ٣٤٤، ٣٤٥.
وجاء فيه: أن المشهور مذهب أحمد وعامة أئمة السنة تكفير الجهمية، وهم المعطلة للصفات، فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل، وحقيقة قولهم: جحود الصانع، وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسوله. .
والجهمية عند كثير من السلف مثل ابن المبارك ويوسف بن أسباط وطائفة من أصحاب الإمام أحمد ليسوا من الثنتين والسبعين فرقة التي افترقت عليها هذه الأمة. وتقدم الكلام على هذا في ص: ٦٩٥.
(٤) في س: لكن. وهو تصحيف.
(٥) في الأصل: الهو. ولا معنى لها. والمثبت من: س، ط.
(٦) في س، ط: بذلك عليكم.
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>