للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الحادي والعشرون:

أنَّه تعالى قال: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (١)، فنفى عنهم التكذيب وأثبت الجحود، ومعلوم أن التكذيب باللسان لم يكن منتفيًا عنهم، فعلم أنَّه نفى عنهم تكذيب القلب، ولو كان المكذب الجاحد لِمَا عَلِمَه يقوم بقلبه خبر نفساني لكانوا مكذبين بقلوبهم، فلما نفى عنهم تكذيب القلوب، علم أن الجحود الَّذي هو ضرب من الكذب والتكذيب بالحق المعلوم، ليس هو كذبًا في النفس ولا تكذيبًا فيها وذلك يوجب أن العالم بالشيء لا يكذب به، ولا يخبر في نفسه بخلاف علمه.

فإن قيل: العالم بالشيء العارف به قد يؤمن بذلك وقد يكفر، كما (٢) قال الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيقَنَتهَا أَنْفُسُهُمْ} (٣) وذلك مثل المعاندين من المشركين وأهل الكتاب، وليس كفرهم لمجرد لفظهم، فإنهم


(١) سورة الأنعام، الآية: ٣٣.
(٢) من هنا وقع في الأصل تمزق، وألصقت الورقة ببعضها، ولم يكن اللاصق محترفًا مما يجعل بعض الكلمات في الورقة اللاحقة تظهر بين كلمتين في الورقة المصورة، فمثلًا ظهر بين كلمة "كما قال" و"تعالى" كلمة غير واضحة، وسقط لفظ الجلالة وكذا كلمة "المشركين" التي توازيها في السطر التالي ظهر بينها وبين كلمة "أهل" حرف "كا" من الورقة اللاحقة، وهكذا يستمر التمزق تقريبًا في ورقة من: الأصل.
أي: زاد أو نقص في كل سطر منها كلمة أو كلمتان تقريبًا، وباقي الورق سليم وسوف أشير إلى نهايته.
وقد حاولت الوقوف على الأصل، لكن المسؤولين في دار الكتب الوطنية بالقاهرة لم يمكنوني -مع الأسف- من الوقوف عليه رغم محاولاتي الكثيرة معهم التي لم تفلح إلَّا في الوقوف على الميكروفلم الَّذي يوافق ما بين يدي من صور.
وقد أكملت بعض الكلمات الناقصة، وأخرجت النص بصورة سليمة من باقي النسخ.
(٣) سورة النمل، الآية: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>