كتاب التسعينية

مناقشة الشيخ لكلام الرازي من وجوه - الوجه السابع والعشرون: أنه قد اشتهر عن العامة والخاصة اتفاق السلف على أن القرآن كلام الله - ج: 2 - ص: 686

على ذلك، ولم يجز إرادة هذا المعنى، علم أن التواتر (١) والإجماع إنما هو على المعنى المعروف، وهو: أنَّه - سبحانه - تكلم بالقرآن كله حروفه ومعانيه، وإن المتكلم لا بد أن يقوم به كلامه وإن كان يتكلم (٢) إذا شاء.

الوجه السابع والعشرون:

أن يقال: لا ريب أنَّه قد اشتهر عند العامة والخاصة اتفاق السلف على أن القرآن كلام الله، وأنهم أنكروا على من جعله مخلوقًا خلقه الله كما خلق سائر المخلوقات من السماء والأرض، كما يقوله الجهمية، حتَّى قال علي بن عاصم (٣) لرجل: أتدري ما يريدون بقولهم القرآن مخلوق؟ يريدون أن الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يتكلم، وما الذين قالوا: إن لله ولدًا بأكفر من الذين قالوا: إن الله لا يتكلم، لأن الذين قالوا لله [ولد] (٤) شبهوه بالأحياء، والذين قالوا: لا يتكلم شبهوه بالجمادات.

وأنتم فلا ريب كلما (٥) يقول هؤلاء: إنه مخلوق، تقولون (٦): إنه مخلوق لا تنازعونهم (٧) في أن الكلام الَّذي يقولون هو مخلوق تقولون (٨) أنتم -أيضًا- إنه مخلوق، فالذي قال هؤلاء إنه مخلوق إما أن يكون مخلوقًا أو لا يكون فإن لم يكن مخلوقًا كنتم أنتم وهم ضالين، حيث

---

(١) في الأصل: علم بالتواتر. وأثبت ما رأيته مناسبًا للكلام من: س، ط.
(٢) في الأصل: المتكلم. والكلام يستقيم بالمثبت من: س، ط.
(٣) تقدم التعريف به ص: ٢٧٨.
وقد ذكر البخاري في "خلق أفعال العباد" ص: ٣٢ بعض قوله هذا.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط. وردت في س: ولدًا.
(٥) في س، ط: أن كلما.
(٦) في الأصل، س: يقولون. وأثبت ما يناسب سياق الكلام من: ط.
(٧) في الأصل: لا ينازعونهم. وأثبت ما يناسب الكلام من: س، ط.
(٨) في ط: بل تقولون.