للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسؤول (١) بيان ما يجب على الإنسان أن يعتقده ويصير به مسلمًا بأوضح عبارة وأبينها من أن ما في المصاحف هو كلام الله القديم؟ أم هو عبارة عنه لا نفسه، وأنه حادث أو قديم؟ وأن كلام الله حرف وصوت؟ أم كلامه صفة قائمة به لا تفارقه؟ وأن قوله تعالى (٢): {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣)، حقيقة أم لا؟ وأن الإنسان إذا أجرى القرآن على ظاهره من غير أن يتأول شيئًا منه، ويقول (٤) أؤمن به كما أنزل هل يكفيه ذلك [في] (٥) الاعتقاد؟ أم يجب عليه التأويل؟

فقلت في الجواب: الَّذي يجب على الإنسان اعتقاده في ذلك وغيره، ما دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، واتفق عليه سلف المؤمنين، الذين أثنى الله -تعالى- على من اتبعهم، وذم من اتبع غير سبيلهم (٦)، وهو أن القرآن الَّذي أنزله على عبده ورسوله كلام الله - تعالى - وأنه منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلّا المطهرون، وأنه قرآن مجيد في لوح محفوظ، وأنه كما قال: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (٧)، وأنه في الصدور، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "استذكروا القرآن فلهو أشد (٨) تفصيًا (٩)


= ١٢/ ٢٣٥ - ٢٤٥.
(١) في س: المسؤول فيها.
(٢) تعالى: كررت في: س.
(٣) سورة طه، الآية: ٥.
(٤) في الأصل، س، ونقول. والمثبت من: ط والمجموع.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمجموع.
(٦) في الأصل، س: سبيله. والمثبت من: ط والمجموع.
(٧) سورة الزخرف، الآية: ٤.
(٨) في س: اشتد. وهو خطأ.
(٩) تفصيًا: أي: تخلصًا وخروجًا.
انظر: النهاية -لابن الأثير- ٣/ ٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>