للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك (١) الجهمية على ثلاث درجات:

فشرها الغالية (٢): الذين ينفون أسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من أسمائه الحسنى، قالوا: هو مجاز فهو في الحقيقة عندهم ليس بحي ولا عالم ولا قادر ولا سميع ولا بصير ولا تكلم (٣) ولا يتكلم، وكذلك وصف العلماء حقيقة قولهم كما ذكره الإمام أحمد فيما أخرجه في الرد على الزنادقة والجهمية (٤):

قال (٥): فعند ذلك تبيّن للناس أنهم لا يثبتون شيئًا، ولكنهم (٦) يدفعون عن أنفسهم الشنعة بما يقرون في (٧) العلانية، فإذا قيل لهم: فمن تعبدون؟ قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق.

فقلنا: فهذا الذي يدبر أمر هذا الخلق، هو مجهول لا يعرف بصفة؟


(١) في هامش س: "قف على تقسيم الجهمية".
(٢) الشَّيخ -رحمه الله تعالى- كثيرًا ما يطلق لفظ الجهمية على من يشترك معهم في بعض ما يعتقدونه، لأنهم دخلوا فيهم وشاركوهم الرأي، فمذهب الجهمية يقوم مثلًا على نفي أسماء الله وصفاته، ومن نفى عن الله شيئًا من الأسماء أو الصفات ممَّا أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله -عليه الصَّلاة والسلام- فقد شارك الجهمية فيما نفاه وإن أثبت البعض، بل ويصح أن يطلق عليه جهمي.
وتقسيم الشَّيخ -رحمه الله- للجهمية مبني على هذا الأساس -كما سنراه على الصفحات التالية.
والغالية: التي وصمها الشَّيخ -رحمه الله- بأنها شر الدرجات الثلاث هم القرامطة الباطنية وأبرزهم: (الإسماعيلية)، كما سيأتي كلام الشَّيخ -رحمه الله- ص: ١٤٩.
(٣) في ط: "متكلم".
(٤) الرد على الجهمية والزنادقة -للإمام أحمد بن حنبل ص: ١٠٥ - ١٠٦.
(٥) في الأصل: "قالوا". والمثبت من: س، ط.
(٦) في الرد على الجهمية-: "ولكن".
(٧) في الرد على الجهمية-: "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>