للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دع من سواهم.

السادس: تسمية الأخبار التي أخبر بها الرسول عن ربه أخبارًا متشابهة، كما يسمون آيات الصفات متشابهة، وهذا كما يسمي المعتزلة الأخبار المثبتة للقدر متشابهة، وهذه حال أهل البدع والأهواء، الذين يسمون ما وافق آراءهم من الكتاب والسنة محكمًا، وما خالف آراءهم متشابهًا، وهؤلاء كما قال تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} (١). وكما قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (٢)، وكما قال تعالى (٣): {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (٤).

السابع: قياسه لما سماه المتشابه في الأخبار على المتشابه في آي الكتاب، ليلحقه به في الإعراض عن ذكره وعدم الاشتغال [به] (٥) -وحاشا الله (٦) - أن يكون في كتاب الله ما أمر المسلمون بالإعراض عنه


= شيخ الحرم، عارف بالسنة، وكان ممن يذم الآراء والأهواء، توفي سنة ٤٧١ هـ.
انظر: تذكرة الحفاظ -للذهبي- ٣/ ١١٧٤ - ١١٧٨. والوافي بالوفيات -للصفدي- ١٥/ ١٨٠. وشذرات الذهب -لابن العماد- ٣/ ٣٣٩، ٣٤٠.
(١) سورة النور، الآيات ٤٧ - ٥٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٨٥.
وقد جاء في جميع النسخ {يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض} وهو خطأ.
(٣) تعالى: ساقطة من: س.
(٤) سورة المؤمنون، الآية: ٥٣.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة رأيت أن الكلام يستقيم بها.
(٦) في س، ط: لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>