للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب، لكن هذا ليس كلام الله وإن اعتقدتم أنَّه كلام الله، وأن القول بخلقه تعظيم لله، كما اعتقد أولئك أن هؤلاء أئمة المسلمين وأن قتلهم عبادة لله، وأن هذا المصحف هو القرآن وتمزيقه عبادة لله، وإذا كان كذلك لم يجز أن يقال: إن هؤلاء قتلوا أئمة المسلمين، ولا مزقوا المصحف، وإن كانوا قصدوا ذلك واعتقدوه، فكذلك لا يجوز على أصلكم أن يقال: إن المعتزلة قالت: إن كلام الله مخلوق، وإن كانوا هم قصدوا ذلك واعتقدوه، فإن الَّذي قالوا (١): إنه مخلوق إن كان مجازًا فلم يحكموا على ما هو كلام الله في الحقيقة بأنه مخلوق.

[وإن كان مشتركًا فهم إنما قالوا: إنه مخلوق] (٢) بأحد المعنيين دون [الآخر، واللفظ المشترك لا يجوز إطلاقه بـ[إرادة] (٣) أحد المعنيين] (٤) بل هو عند الإطلاق مجمل، فلا يقال على هذا القول بأنهم قالوا: كلام الله مخلوق، ولا قالوا: إنه غير مخلوق، وهذا كله خلاف إجماع السلف والمعتزلة، ولم يكن قديمًا عندهم، فهو خلاف الإجماع مطلقًا.

الوجه الحادي والثلاثون:

إن هذا النقل عنهم إذا قيل: إنه صحيح إما باعتبار [المجاز] (٥) وإحدى الحقيقتين، أو باعتبار قصدهم فإنهم لا يذمون على القول بخلق ذلك عندهم، بل يحمدون على ذلك، إذ أنتم وهم متفقون على ذلك،


(١) في الأصل: قال. وأثبت المناسب للسياق من: س، ط.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة أرى أن الكلام يستقيم بها. وهو بياض في جميع النسخ بقدر كلمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>