للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حنبل: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروي أن الله -تبارك وتعالى- ينزل إلى سماء الدنيا، وأن الله يرى، وأن الله يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث، فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف؟ ولا معنى ولا نرد منها شيئًا، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا (١) كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف (٢) الله -تبارك وتعالى- بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء.

وقال حنبل في موضع آخر، قال: ليس كمثله شيء في ذاته، كما (٣) وصف به نفسه، وقد (٤) أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة: ليس يشبهه شيء، فنعبد الله بصفاته، غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه، قال الله -تبارك وتعالى-: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٥).


= في هذا الكتاب المطبوع، والذي يظهر أنه جزء من كتاب "المحنة".
قال المحقق في المقدمة: ". . إذن ما زالت مشكلات التحقيق قائمة لعدم وجود الجزء الأول من المحنة".
راجع: هدية العارفين -للبغدادي- ١/ ٣٣٨. ومعجم المؤلفين -لكحالة ٤/ ٨٦. والأعلام- للزركلي ٢/ ٣٢١، ٣٢٢. وتاريخ التراث العربي لسزكين ١/ ٣ / ٢٣٠، ٢٣١.
وانظر: عن طباعته الفهرس الموحد الذي أعده قسم الفهرسة والتصنيف بجامعة الإمام. . . ٢/ ١٠١٨.
(١) في س: إذ.
(٢) في الأصل: نوصف. والمثبت من: س، ط.
(٣) في الأصل: "وكما". والمثبت من: س، ط.
(٤) في الأصل: "قد". والمثبت من: س، ط.
(٥) سورة الشورى، من الآية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>