للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن منهم طائفة يقولون: إن لفظهم بالقرآن أو (١) الصوت المسموع منهم غير مخلوق، أو أنَّه يسمع منهم الصوت المخلوق والصوت الذي ليس بمخلوق لكن هذا ممَّا أنكره عليهم أئمتهم وجماهيرهم (٢).

والآخرون يحكون عن الأولين: أنَّه ليس لله في الأرض كلام، وأن هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون ليس هو كلام الله، وأنه ليس لله في الأرض كلام، وإنَّما هذا حكاية أو عبارة عن كلام الله، وهؤلاء صادقون (٣) في هذا النقل، فإن هذا قول الأولين، وهم أول من ابتدع في الإسلام القول بالحكاية والعبارة، وهي البدعة التي أضافها المسلمون إلى ابن كلاب والأشعري.

فإن ابن كلاب قال: الحروف حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله، لأنَّ الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم، والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات، فوافق الجهمية [و] (٤) المعتزلة في هذا النفي، فجاء (٥) الأشعري بعده -وهو موافق لابن كلاب- على عامة أصوله فقال: الحكاية تقتضي أن تكون مثل المحكي، وليست (٦) الحروف مثل المعنى، بل هي عبارة عن المعنى ودلالة (٧) عليه، وهم وأتباعهم يقولون: إن تسمية ذلك كلامًا لله مجازًا لا حقيقة، ويطلقون القول الحقيقي بأنَّ أحدًا من المسلمين لم يسمع كلام الله، وأمثال ذلك سواء


(١) في س: أن.
(٢) في الأصل: وجماهير. والمثبت من: س، ط.
(٣) الأصل: صاقون. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٥) في الأصل: في. والمثبت من: س، ط.
(٦) في الأصل: وليس. والمثبت من: س، ط.
(٧) في ط: ودالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>