للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه التاسع والخمسون:

قولك: لأنه مقدس عن التجزيء والتبعيض والتعدد والتركيب والتأليف:

يقال: هذه الألفاظ (١) مجملة.

فإن أردت المعنى المعروف في اللغة لهذه الألفاظ، مثل أن يريد (٢) أنه لا ينفصل بعضه عن بعض، ولا يتجزأ فيفارق جزء منه جزءًا كما هو المعقول من التجزيء، ولا يتعدد فيكون إلهين أو ربين أو خالقين، ولم يركب فيؤلف فيجمع بين أبعاضه، كما في قوله: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} (٣) أو ما يشبه هذه الأمور، فهذا كله ينافي صمدانيته ولكن لا ينافي قيام ما يثبته من الأصوات، كما لا ينافي قيام سائر الصفات.

وإن أردت بهذه الألفاظ أنه لا يتميز منه شيء، فهذا باطل بالضرورة وباطل باتفاق العقلاء وهو لازم لمن نفاه لزومًا لا محيد عنه وقد بسطنا هذا بسطًا مستوفى في كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعتهم الكلامية (٤).

وأما قوله: فإن تعسف من المقلدين متعسف وأثبت الرب تعالى جسمًا مركبًا من أبعاض متألفًا من جوارح، نقلنا (٥) الكلام معه إلى إبطال الجسم، وإيضاح تقدس الرب عن التبعيض والتأليف والتركيب.


(١) في س، ط: ألفاظ.
(٢) في ط: تريد.
(٣) سورة الانفطار، الآية: ٨.
(٤) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ١/ ٥٠٤، ٥١١.
وانظر كلام الشيخ -أيضًا- عن الألفاظ المجملة المتشابهة، وما يجب اتباعه إذا وردت في كلام المعارض في درء تعارض العقل والنقل ١/ ٢٢٢ فما بعدها.
(٥) في الأصل: فقلنا. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>