للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: احتج أحمد بما سمعته الملائكة من الوحي إذا تكلم الله به، كما قد جاءت بذلك الآثار (١) المتعددة، وسمعوا صوت الوحي فقالوا: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} (٢)، ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم، فبين أن تكلم الله بالوحي الَّذي سمعوا صوته هو قوله، ليس هو خلقه، ومثل هذه العبارة ذكر البخاري الإمام صاحب الصحيح، إما تلقيًا له عن أحمد أو غيره، أو موافقة اتفاقية، وقد ذكر ذلك في كتاب (٣) الصحيح، وفي كتاب خلق الأفعال (٤)، فقال في الصحيح في آخره في كتاب الرد على الجهمية (٥):

باب قول الله: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (٦)، ولم يقل: ماذا خلق ربكم (٧)، وقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ} (٨).

قال (٩): وقال مسروق عن ابن مسعود (١٠): إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئًا، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنَّه


(١) سوف يذكر الشيخ - بعد عدة أسطر - بعض هذه الآثار التي ذكرها البخاري في صحيحه.
(٢) سورة سبأ، الآية: ٢٣.
(٣) كتاب: ساقطة من: س.
(٤) خلق أفعال العباد ص: ٤٠، ٤١، ٩٨، ٩٩.
(٥) صحيح البخاري ٨/ ١٩٤، ١٩٥ - كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الْشَّفَاعَةُ. .} الآية.
(٦) سورة سبأ، الآية: ٢٣.
(٧) في ط: لكم. وهو تصحيف.
(٨) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٩) القائل هو الإمام البخاري. وهي إضافة من الشيخ للإيضاح، والكلام متصل بما قبله في الصحيح.
(١٠) في الأصل: عن ابن عباس مسعود. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، وصحيح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>