للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائفتين اتباع أحمد، وقد صنف الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر (١) المشهور وكان في عصر أبي الحسن بن الزاغوني الفقيه، وفي بلده -مصنفًا يتضمن إنكار قول من يقول: إن المسموع صوت الله، وأبطل ذلك بوجوه (٢) متعددة وكان ما قام به في ذلك المكان والزمان قيامًا بغرض رد هذه البدعة وإنكارها وهو من أعيان أصحاب الإمام أحمد وعلمائهم، ومن أعلم علماء وقته بالحديث والآثار.

الوجه السابع والسبعون:

أنه قد اشتهر بين علماء الأمة وعامتها أن حقيقة قول هؤلاء: إن القرآن ليس كلام الله، وهو كما اشتهر بين الأمة، وذلك أنهم يصرحون بأن حروف القرآن لم يتكلم الله بها بحال، فهذا إقرار منهم بأن نصف مسمى القرآن، وهو لفظه ونظمه وحروفه لم يتكلم الله بها، فلا يكون كلامه، وإن كان قد قال بعض متأخريهم: إنها تسمى كلامًا (٣) حقيقة، فهم بين أمرين، إن أقروا بأنها كلام الله حقيقة، مع كونها مخلوقة في غيره، بطل أصلهم الذي أفسدوا به قول المعتزلة: إن الكلام إذا قام


(١) هو: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي، الحنبلي، المعروف بالسلامي، محدث العراق في عصره، روى عنه خلق كثير، كابن عساكر، وابن السمعاني، وابن الجوزي وغيرهم. توفي سنة ٥٥٠ هـ.
يقول ابن رجب: له جزء في الرد على من يقول: إن صوت العبد بالقرآن غير مخلوق.
انظر: المنتظم لابن الجوزي- ١٠/ ١٦٢، ١٦٣. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- ٤/ ٢٩٣، ٢٩٤. والذيل على طبقات الحنابلة -لابن رجب- ١/ ٢٢٥ - ٢٢٩. وهدية العارفين -للبغدادي- ٢/ ٩٢. ومعجم المؤلفين -لكحالة- ١٢/ ٧٢.
(٢) في الأصل: وجوه. وهو تصحيف، والمثبت من: س، ط.
(٣) في الأصل، س: كلام. والمثبت من: ط. وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>