للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولون والآخرون من حجج النفاة، (١) الذين يقولون: إن الله ليس في جهة ولا حيز، فليس هو (٢) على العرش ولا فوق العالم.

الوجه العاشر:

أن قولهم: الذي نطلب (٣) منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز، لا يخلو: إما أن يتضمن هذا نفي كون الله على العرش، وكونه فوق العالم، بحيث يقال: إنه ما فوق العالم رب ولا إله، أو ما هناك (٤) شيء موجود، وما هناك (٥) إلّا العدم الذي ليس بشيء، أو لا يتضمن هذا الكلام نفي ذلك، فإن كان هذا الكلام لم يتضمن نفي ذلك كان النزاع لفظيًّا، وأنا ليس في شيء من كلامي -قط- إثبات الجهة والتحيز لله مطلقا حتى يقال: نطلب منه نفي ما قاله أو أطلقه من اللفظ، بل كلامي فيه ألفاظ القرآن والحديث وألفاظ سلف الأمة، ومن نقل مذاهبهم، أو التعبير عن ذلك تارة بالمعنى المطابق الذي يعلم المستمع أنه موافق لمعناهم


= ولم يطبع فيما أعلم، ولم يذكره سزكين في تاريخ التراث العربي.
وقد ذكر شيخ الإِسلام أن هذا الكتاب من أجل كتب الرازي الكلامية، وأن مؤلفه ذكر أنه أورد فيه من الحقائق والدقائق ما لا يكاد يوجد في شيء من كتب الأولين والآخرين، والسابقين واللاحقين، من الموافقين والمخالفين ووصفه بصفات تطول.
ثم بين الشيخ -رحمه الله- أن الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة والفلاسفة والأشاعرة ما يجده في كتبهم، فكتبه تدل على أنه لم يكن يعرف ما فيها.
راجع: درء تعارض العقل والنقل ٢/ ١٥٧ - ١٥٩.
(١) في ط: "الثقات" وهو خطأ.
(٢) في س، ط: "هذا".
(٣) في س: "يطلب".
(٤) في س، ط: "هنالك".
(٥) في س: "هنالك".

<<  <  ج: ص:  >  >>