للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، ولا تفتي (١) أحدًا فيها بشيء من الأمور النافية، وحينئذ يكون أمرك لغيرك بمثل ما فعلته عدلًا، أما أن يجيء الرجل إلى هذه النصوص فيتصرف فيها بأنواع التحريفات والتأويلات جملة أو تفصيلًا، ويقول لأهل العلم والإيمان: أنتم لا تعارضوني (٢) ولا تتكلموا (٣) فيها، فهذا من أعظم الجهل والظلم والإلحاد في أسماء الله وآياته.

الوجه الحادي عشر:

إن سلف الأمة وأئمتها ما زالوا يتكلمون ويفتون ويحدثون العامة والخاصة بما في الكتاب والسنة من الصفات، وهذا في كتب التفسير والحديث والسنن أكثر من أن يحصيه إلّا الله، حتى إنه لما جمع الناس [العلم] (٤) وبوبوه في الكتب، فصنف ابن جريج (٥) التفسير والسنن،


(١) في الأصل: يفتى. والمثبت من: ط.
(٢) في ط: لا تعارضون.
(٣) في ط: ولا تكلموا.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
(٥) هو: أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، المحدث الحافظ الفقيه، أول من صنف الكتب بمكة، ولد سنة ٨٠ وتوفي في بغداد سنة ١٥٠ هـ، من آثاره "السنن".
يقول عنه فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي- علوم القرآن والحديث ١/ ١ / ١٦٧: "لم نعثر عليه بعد، وتوجد من أحاديثه مجموعة بتهذيب أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار (ت ٣٣١) بعنوان ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس، ويحيى الأنصاري وابن جريج" خ.
ومن آثاره "التفسير"، يقول فؤاد سزكين -في نفس المرجع السابق-: "ويعتمد فيما يبدو على كتب تفسير: ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، واقتبسه الطبري برواية القاسم بن الحسن الهمذاني (ت ٢٧٢) عن الحسين بن داود المصيص (ت ٢٢٦) عن حجاج بن محمد المصيص (ت ٢٠٦). . . ".
راجع للترجمة: الطبقات الكبرى لابن سعد ٥/ ٤٩١ - ٤٩٢. والجرح =

<<  <  ج: ص:  >  >>