للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التكوين قديم لزم قدم المكونات والمخلوقات كلها، وهذا معلوم الفساد بالحس، وإن قلنا: إنه محدث لزم قيام الحوادث به.

وأما الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وطوائف من أهل الكلام من الرادين على المعتزلة من المرجئة والشيعة والكرامية وغيرهم فيطردون ما ذكر من الأدلة (١) ويقولون: لا يكون فاعلًا إلّا بفعل يقوم بذاته، وتكوين يقوم [بذاته] (٢) والخلق الذي يقوم بذاته غير الخلق الذي هو المخلوق وهذا هو الذي ذكره الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد [ومالك] (٣) في كتبهم، كما ذكره فقهاء الحنفية كالطحاوي (٤)، وأبي منصور الماتريدي (٥) وغيرهم، وكما ذكره البغوي في شرح السنة (٦)، وكما ذكره أصحاب أحمد كأبي إسحاق (٧) وأبي بكر عبد


(١) في الأصل: الدلالة.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٤) في كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة ص: ٦، ٧ تعليق الشيخ محمد بن مانع.
(٥) في كتاب التوحيد -لأبي منصور الماتريدي- ص: ٤٤ - ٤٩.
(٦) شرح السنة -للبغوي- ١/ ١٧٧ - ١٨٠ باب الرد على الجهمية.
(٧) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شاقلا البغدادي، شيخ الحنابلة، جليل القدر، كثير الرواية، حسن الكلام في الأصول والفروع. توفي سنة ٣٦٩ هـ.
راجع: طبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- ٢/ ١٢٨ - ١٣٩. وشذرات الذهب -لابن العماد- ٣/ ٦٨.
وقد ذكر القاضي أبو يعلى في كتابه "إبطال التأويلات" مخطوط- اللوحة ١٤٧ "فصل: وجميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه أو وصفه بها رسوله قديمة موصوف بها فيما لم يزل، ولم يزل بصفاته خالقًا رازقًا موجودًا معدمًا محييًا مميتًا". . ما نصه.
". . . وقد ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شاقلا هذه المسألة مفردة نقلتها من خط أبي بكر الكشي من أصحابنا فقال: وزعم. . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>