للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: لكن من أين في قدمه أن يكون كذلك وأنت لم تذكر ذلك؟ وقد تكلمنا في تلخيص التلبيس (١) على جميع ما احتجوا به في هذا الباب وبينا لكل من له أدنى فهم أن جميع حججهم داحضة، وتكلمنا على طريقهم المشهور الذي أثبتوا به حدوث الأجسام وبينا اتفاق السلف على فسادها، فإنها فاسدة في العقل أيضًا.

الوجه الرابع والخمسون:

إن حجتهم على إنكار تكلم الله بالحرف نقيض (٢) ما احتجوا به على هذا الكلام النفساني، فيلزمهم أحد الأمرين: إما إنكار ما أثبتوه من الكلام النفساني، أو الإقرار بما أنكروه من التكلم بالحروف.

قال (٣) القاضي أبو بكر بن الباقلاني في كتاب "النقض" (٤) وهو في


(١) وهو كتاب نقض تأسيس الجهمية، ويسمى بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
وقد أورده البزار بالاسم الذي ذكره الشيخ -رحمه الله- هنا، فقال مبتدئًا بيان بعض مؤلفات الشيخ: ". . فمنها ما يبلغ الاثني عشر مجلدًا كتلخيص التلبيس على أساس التقديس. . ".
راجع: الأعلام العلية في مناقب شيخ الإِسلام ابن تيمية -للبزار- ص: ٢٦.
وانظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية -تعليق محمَّد بن عبد الرحمن بن قاسم ١/ ٢٤ - المقدمة- ت: ٤.
وقد تقدم في ص: ٣٨٩ أن الشيخ أحال عليه ونص على هذه التسمية فقال: "كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ويسمى أيضًا تلخيص التلبيس من كتاب التأسيس.
(٢) في س، ط: ينقض.
(٣) في هامش س: كلام القاضي أبي بكر بن الباقلاني في الكلام النفسي".
(٤) أبو بكر الباقلاني تقدم التعريف به وكتابه "النقض" الذي أشار إليه الشيخ -رحمه الله- لم أقف عليه في المصادر التي رجعت إليها, ولم يذكره بروكلمان وسزكين في كلامهما على آثار الباقلاني، وما ذكراه "مناقب الأئمة ونقض المطاعن عن سلف الأمة" -مخطوط في الظاهرية بدمشق، ومن المحتمل أن يكون هو كتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>