للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختصرة، بحسب حال السائل (١)، بعد الجواب بالجمل (٢) الثابتة بالنص والإجماع، ومنعهم من الخوض في التفصيل الَّذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف، فإن الفرقة والاختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله.

والتفصيل المختصر (٣) أن نقول: من اعتقد أن المداد الَّذي في المصحف وأصوات العباد قديمة أزلية فهو ضال مخطئ، مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأولين وسائر علماء المسلمين (٤)، ولم يقل أحد قط من علماء المسلمين أن ذلك قديم، لا من أصحاب (٥) أحمد ولا من غيرهم، ومن نقل قدم ذلك عن أحد من علماء أصحاب الإمام أحمد، فهو مخطئ في النقل، أو متعمد للكذب، بل المنصوص عن الإمام أحمد وعامة أصحابه تبديع (٦) من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، كما جهموا من قال: اللفظ بالقرآن مخلوق (٧).


(١) في الأصل: المسائل. والمثبت من: س، ط والمجموع.
(٢) في الأصل: الجملة. والمثبت من: س، ط والمجموع وقد جاء فيه: والواجب أمر العامة بالجمل. . .
(٣) في س: المختص.
(٤) في س، ط: الإسلام.
(٥) في س، ط: أصحاب الإمام.
(٦) في س: بتبديع.
(٧) نقل اللالكائي في كتابه "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/ ٣٥٥ " عن محمد بن جرير الطبري قال:
"وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ولا عن تابعي قفا إلَّا عن من في قوله الشفا والغناء، وفي اتباعه الرشد والهدى ومن يقوم لدينا مقام الأئمة الأولى: أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول: اللفظية جهمية، قال الله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامُ اللهِ} ممن يسمع؟ قال ابن جرير: وسمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يحكون عنه أنَّه كان يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق =

<<  <  ج: ص:  >  >>