للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صنف أبو بكر المروذي أخص أصحاب الإمام أحمد به في ذلك رسالة كبيرة (١) مبسوطة، ونقلها عنه أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" الَّذي جمع فيه كلام الإمام أحمد وغيره من أئمة المسلمين في أبواب الاعتقاد، وكان بعض أهل الحديث (٢) إذ ذاك أطلق القول: بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق معارضة لمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فبلغ ذلك الإمام أحمد فأنكر (٣) ذلك إنكارًا شديدًا، وبدع من. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فهو مبتدع. قال ابن جرير: ولا قول عندنا في ذلك يجوز أن نقوله غير قوله إذا لم يكن لنا إمام نأتم به سواه وفيه الكفاية والمقنع، وهو الإمام المتبع".
وقد نقل عبد الله عن أبيه الإمام أحمد -رحمه الله- بعض أقواله في اللفظية في كتاب "السنة ص: ٢٨، ٢٩ " كما أثبت الخلال في كتابه "السنة" مخطوط - اللوحة: ١٨٧ فما بعدها بعض أقوال الإمام أحمد -رحمه الله- وأنه جهم من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وبدع من قال: غير مخلوق.
(١) تقدم الكلام على هذه الرسالة.
(٢) يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل ١/ ٢٦٢ ": "وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك. فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق، ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء.
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه. ففهم ذلك بعض الأئمة فصار يقول: أفعال العباد أصواتهم مخلوقة ردًّا لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة.
وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة، وأهواء للنفوس، حصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة".
وذكر ابن قتيبة في كتابه "اختلاف اللفظ" ضمن مجموعة عقائد السلف جمع علي سامي النشار وعمار الطالبي ص: ٢٤٥ فما بعدها" اختلاف أهل الحديث في هذ المسألة.
(٣) إنكار الإمام أحمد -رحمه الله- وغيره من أئمة السنة على هؤلاء وتبديعهم ذكره شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل ١/ ٢٦٠، ٢٦١ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>