قال عنه الدارقطني: "كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير". ولد سنة ٢٢٣، وتوفي سنة ٣١١ هـ. راجع: المنتظم -لابن الجوزي- ٦/ ١٨٤ - ١٨٦. سير أعلام النبلاء -للذهبي - ١٤/ ٣٦٥ - ٣٨٢. البداية والنهاية -لابن كثير- ١١/ ١٦٧. (٢) لقد دس الجهمية والمعتزلة لبعض تلامذة ابن خزيمة المتقدمين وأصحابه المحققين شبهًا أغروهم بها عليه، وأوقعوا الفتنة بينهم حسدًا منهم، ومحاولة لإظهار مذهبهم. وقد أورد الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢/ ٧٢٠ فما بعدها -بعض ما حدث في هذه الواقعة، فمما ذكره أن الحاكم قال: "حدثني أبو بكر محمد بن حمدون وجماعة- إلا أن أبا بكر أعرفهم بالواقعة، قال: لما بلغ ابن خزيمة من السن والرياسة والتفرد منهما ما بلغ كان له أصحاب صاروا أنجم الدنيا، مثل: أبي علي الثقفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، خليفة ابن خزيمة في الفتوى وأحسن الجماعة تصنيفًا وسياسة في مجالس السلاطين، وأبي بكر بن أبي عثمان، وهو آدبهم وأكثرهم جمعًا للعلوم، وأبي محمد يحيى بن منصور، وكان من أكابر البيوتات وأعرفهم بمذهب ابن خزيمة وأصلحهم للقضاء، فلما ورد منصور الطوسي كان يختلف إلى ابن خزيمة للسماع وهو معتزلي، وعاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم، حسدهم واجتمع مع أبي عبد الرحمن الواعظ (القدري) فقالا: هذا إمام لا يسرع في الكلام وينهى عنه، وقد نبغ له أصحاب يخالفونه وهو لا يدري فإنهم على مذهب الكلابية، فاستحكم طمعهما في إيقاع الوحشة بينهم". ومما ذكره الحافظ أن الحاكم قال: "سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ سمعت ابن خزيمة يقول: إن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق ومن قال: شيء منه مخلوق، أو يقول: إن الله لا يتكلم بعد ما تكلم به في الأزل، أو يقول: إن أفعاله تعالى مخلوقة، أو يقول: إن القرآن محدث فهو جهمي"، ومن نظر في كتبي بان له أن الكلابية -لعنهم الله- كذبة فيما يحكون عني. . " إلى أن =