للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الذين في قلوبهم زيغ من أهل الأهواء لا يفهمون من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان في (باب صفات الله تعالى) إلَّا المعاني (١) التي تليق بالخلق لا بالخالق، ثم يريدون تحريف الكلم عن مواضعه، في كلام الله، وكلام رسوله إذا وجدوا ذلك فيهما، وإن وجدوه في كلام التابعين للسلف افتروا الكذب عليهم، ونقلوا عنهم بحسب الفهم الباطل الَّذي فهموه، أو زادوا عليهم في الألفاظ، أو غيّروها قدرًا أو وصفًا (٢)، كما نسمع من ألسنتهم، ونرى في كتبهم.

ثم إن بعض من يحسن الظن بهؤلاء النقلة قد يحكي هذا المذهب عمن حكوه عنهم، ويذم ويحنث مع من لا وجود له، وذمه واقع على موصوف غير موجود، نظير ما وصف الله تعالى عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش يشتمون مذممًا وأنا محمد" (٣) - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا نظير ما تحكي الرافضة عن أهل السنة من أهل الحديث والفقه


(١) في س: المطاني. وهو تصحيف.
(٢) في س، ط: ووصفًا.
(٣) الحديث بهذا اللفظ رواه الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده ٢/ ٣٦٩، عن أبي هريرة، وبدون ذكر للفظ الجلالة، وتمامه: (ويلعنون مذممًا وأنا محمد).
ورواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ (. . . شتم قريش ولعنهم يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمد).
صحيح البخاري - ٤/ ١٦٢ - كتاب المناقب - باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. .
وأخرجه النسائي في سننه - ٦/ ١٢٩، ١٣٠ - كتاب الطلاق -باب الإبانة والإفصاح بالكلمة الملفوظ بها. . مع اختلاف يسير في اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>