للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبكتكين (١) أمير المشرق فقيل له: لو وصف المعدوم لم يوصف إلا بما وصفت به الرب من كونه لا داخل العالم ولا خارجه، كتب إلى أبي إسحاق الإسفرائيني في ذلك، ولم يكن جوابهما إلَّا أنه لو كان خارج العالم (٢) للزم أن يكون جسمًا.

فأجابوا لمن عارضهم بضرورة العقل بدعوى الحجة.

[قلت] (٣) فنظره (٤) كذلك في هذا المقام، فإن كون الواحد الذي لا اختلاف فيه ولا تعدد ولا تغاير أصلًا يكون أشياء مختلفة هو جمع بين النقيضين، وذلك معلوم الفساد ببديهة العقل [فإذا قيل للشخص: هذا الكلام معلوم الفساد ببديهة العقل] (٥) هل يكون جوابه أن يقيم دليلًا على صحته؟ بل يبين أنه لا يخالف بديهة العقل وضرورته، وهو لم يفعل ذلك


= السنة، وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو، فرأى قوة كلام ابن الهيصم، فرجح ذلك، ويقال: إنه قال لابن فورك: فلو أردت تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا؟
أو قال: فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم؟ وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحاق الإسفرائيني يطلب الجواب عن ذلك، فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسمًا".
وانظر البداية والنهاية -لابن كثير- ١٢/ ٣٣. فقد أشار إلى هذه المناظرة.
(١) هو: أبو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي التركي، فاتح الهند، الملقب بيمين الدولة، آلت إليه السلطة سنة ٣٨٩ هـ بعد وفاة والده ناصر الدولة بعد حرب مع إخوته ظفر بها. توفي سنة ٤٢١ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء -للذهبي- ٤٨٣/ ١٧ - ٤٩٥. وطبقات الشافعية -للسبكي- ٥/ ٣١٤ - ٣٢٧. والأعلام للزركلي- ٨/ ٤٧، ٤٨.
(٢) في الأصل: العلم. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. وبياض بقدر كلمة في: الأصل، س.
(٤) في الأصل: بنظرة. والمثبت من: س، ط. وبه يستقيم السياق. وبعد هذه الكلمة بياض بقدر كلمة في: الأصل، س. لا يخل بالمعنى.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.

<<  <  ج: ص:  >  >>