للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعه لكلام زيد هو سمعه لكلام عمرو من غير تغير واختلاف في شيء من أوصافه ونعوته لذاته".

وقال (١): "فإن قيل: كيف يعقل كلام واحد يجمع أوصافًا (٢) مختلفة حتى يكون أمرًا نهيًا خبرًا استخبارًا، ووعدًا ووعيدًا؟.

قيل: يعقل ذلك بالدليل الموجب لقدمه، المانع من كونه متغايرًا مختلفًا على خلاف كلام المحدثين، كما يعقل متكلم هو شيء واحد ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا آلات، والذي أوجب كونه كذلك قدمه، ووجب (٣) مخالفته للمتكلمين المحدثين، وإن كان لا يعقل (٤) متكلم هو (٥) شيء واحد لا ينقسم ولا يتجزأ في المحدثات".

فيقال له: ليس هذا (٦) جوابًا عن السؤال، فإن السائل قال: كيف يعقل أن يكون الواحد الذي لا اختلاف فيه مختلفًا؛ فإن هذا مثل قول النصارى هو جوهر واحد هو ثلاثة جواهر، وما ذكره إنما هو إقامة الدليل على ثبوت ما ادعاه ليس جوابًا عن المعارضة، وهذه عادة ابن فورك وأصحابه، فإنه لما نوظر (٧) قدام محمود بن


(١) في الأصل: أوصاف. والمثبت من: س، ط.
(٢) أي: ابن فورك. والنقل عنه في "الأسنى في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" لأبي عبد الله القرطبي -مخطوط- اللوحة ٢٤١، ٢٤٢.
(٣) في الأسنى: ووجوب.
(٤) في الأسنى: وإن كنا لا نعقل.
(٥) هو: ساقطة من: س.
(٦) في س، ط: هذا ليس.
(٧) في هامش س: كتاب ابن فورك إلى أبي إسحاق الإسفرائيني لما نوظر قدام محمود بن سبكتكين.
وهذه المناظرة ذكرها شيخ الإِسلام -رحمه الله- في كتابه درء تعارض العقل والنقل ٦/ ٢٥٣، فقال:
"وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر، وأظهر =

<<  <  ج: ص:  >  >>