للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأموالهم- فلم تكن فتنتهم الجحود لكلام رب العالمين، وأسمائه، وصفاته، وما هو عليه في حقيقة ذاته، بل كانت فيما دون ذلك من الخروج عن السنة المشروعة. وإن كان أهل المقالات قد نقلوا (١) أن قول الخوارج في التوحيد، هو قول الجهمية المعتزلة، فهذا (٢) شر (٣) للجهمية، لكن يشبه -والله أعلم- أن يكون ذلك قد قاله من بقايا الخوارج من كان موجودًا حين حدوث مقالات (٤) جهم في أوائل المائة الثانية، فأما قبل (٥) ذلك فلم يكن حدث في الإِسلام قول جيهم في نفي الصفات، والقول بخلق القرآن، وإنكار أن يكون الله على عرشه (٦)، ونحو ذلك، فلا يصح إضافة هذا القول إلى أحد من المسلمين قبل المائة الثانية، لا من الخوارج، ولا من غيرهم، فإنه لم يكن في الإِسلام إذ ذاك من يتكلم بشيء من هذه السلوب الجهمية، ولا نقل أحد عن الخوارج المعروفين -إذ ذاك- ولا عن غيرهم شيئًا من هذه المقالات الجهمية.

ومن أعظم أسباب بدع المتكلمين من الجهمية وغيرهم، قصورهم في مناظرة الكفار والمشركين، فإنهم يناظرونهم، ويحاجونهم، بغير الحق والعدل لينصروا الإِسلام، زعموا بذلك، فيستطيل (٧) عليهم أولئك،


= راجع: لسان العرب -لابن منظور ١٠/ ٣٤١ (مرق).
وفي الحديث، عن أبي سعيد الخدري، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ". . . يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية. . . ".
راجع: صحيح البخاري -كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل "ويلك" ٧/ ١١١.
(١) في س: "نلقوا" وهو تصحيف.
(٢) في ط: "فهذ".
(٣) في س، ط: "سر".
(٤) في س، ط: "مقالة".
(٥) "قبل" ساقطة من: س.
(٦) في س، ط: "العرش".
(٧) في س، ط: "فيسقط".

<<  <  ج: ص:  >  >>