للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون (١).

وقال (٢) الإمام أحمد فيما أخرجه في الرد على الجهمية بيان ما أنكرت الجهمية أن (٣) يكون الله كلم موسى صلى الله عليه وعلى نبينا وعلى سائر الأنبياء:

(قلنا لم (٤) أنكرتم ذلك؟ قالوا: لأن (٥) الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنما كوّن شيئًا فعبر عن الله، وخلق صوتًا فسمع، فزعموا (٦) أن الكلام لا يكون إلّا من جوف وفم وشفتين ولسان (٧)، فقلنا: فهل [يجوز] (٨) لمكون أو لغير (٩) الله أن يقول لموسى: {لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (١٠) و {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (١١) فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية ولو كان (١٢) كما زعم الجهمية أن الله كون شيئًا كان يقول ذلك المكون: {يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (١٣) لا (١٤) يجوز أن


(١) في صحيح البخاري: "ومكون" وقد أشير بالحاشية: "مخلوق مكون نخـ".
(٢) في الرد على الجهمية والزنادقة ص: ١٣٠ - ١٣٤.
(٣) في الرد على الجهمية. .: "من أن. . ".
(٤) في الأصل، س: "قلنا لما". وفي الرد على الجهمية: "فقلنا لما". والمثبت من: ط.
(٥) في س: "لا أن". وفي الرد على الجهمية: "أن. . . ".
(٦) في الرد على الجهمية: "فأسمع، وزعموا. . ".
(٧) في الأصل: ". . ولسانًا".
(٨) "يجوز" زيادة من: س، ط. والرد على الجهمية: "فهل يجوز".
(٩) في الرد على الجهمية: "أو غير. . ".
(١٠) سورة طه، الآية: ١٤.
(١١) سورة طه، الآية: ١٢. وفي الرد على الجهمية ذكر الآية ١٢ قبل الآية ١٤.
(١٢) "ولو كان" ساقطة من: الرد على الجهمية. . .
(١٣) سورة القصص، الآية: ٣٠.
في س، ط: "أن الله" وهو خطأ.
(١٤) في ط: "ولا".

<<  <  ج: ص:  >  >>